للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل إلى كافة وتوفي بعد أن بلغ رسالته ورسالته باقية إلى قيام الساعة لجميع الثقلين، فإن العاقل البصير يعلم قطعا أن الذي ورث العلم عنه وخلفه في أمته هم صحابته الذين معه واختارهم الله لصحبته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ثم الذين اتبعوهم بإحسان، ثم أئمة الهدى وأعلام الهداية الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، ثم من يرثهم ويخلف من بعدهم ويتبع سبيلهم بإحسان وإن تكن أزمانهم أزمان فترات وغربة فإن حجة الله لا تزال قائمة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم مستمرة يحملها من كل خلف عدوله١ إلى قيام الساعة كما ذكر الإمام البخاري في "كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم " ثم أورد حديث معاوية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم ويعطي الله،


١انظر: كتاب: "البدع والنهي عنها" تأليف محمد بن وضاح القرطبي ففيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين" اهـ. وانظر تخريجه في الهامش ص ١، ٢ تحقيق محمد أحمد دهمان، ط ٢ دار البصائر دمشق سنة ١٤٠٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>