للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه ابن أبي عاصم من طرق متعددة١، ومثل ذلك في سنن أبي داود كتاب السنة٢.

وقال الإمام الشاطبى في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء} .

"وهي آية نزلت عند المفسرين في أهل البدع، ويوضحه من قرأ: (إن الذين فارقوا دينهم) والمفارقة للدين بحسب الظاهر إنما هي الخروج عنه، وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ... } الآية وهي عند العلماء منزلة في أهل القبلة وهم أهل البدع وهذا كالنص إلى غير ذلك من الآيات" ٣.

وأورد ابن أبي عاصم أحاديث كثيرة تؤكد هذا المعنى منها عن سنان بن أبي سنان أنه سمع أبا واقد الليثى يقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حديثوا عهد بكفر وكانوا أسلموا يوم الفتح- قال فمررنا بشجرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فلما قلنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده، كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا


١ انظر: ج ١ص ٧-٩، ص ٣٢-٣٦.
٢ انظر: ج ٢ ص ٥٠٣-٥٤٦.
٣ ج ٢/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>