للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله سبحانه قطع العذر وأقام الحجة بإنزال هذا الكتاب وإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، وإبقاء دينه، لا خير إلا دل عليه، ولا شر إلا حذر منه إلى قيام الساعة، والخير الذي دل عليه هو التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشر الذي حذر منه هو الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه، بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض الله طاعته على جميع الثقلين. الجن والإنس١.

ويقول رحمه الله تعالى في جواب أفتى به حين سئل رحمه الله تعالى عن قوله تعالى {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} ٢ الآية. فأجاب رحمه الله: (إعلم رحمك الله أن الله سبحانه عالم بكل شيء، يعلم ما يقع على خلقه وما يقعون فيه، وما يرد عليه من الواردات إلى يوم القيامة. وأنزل هذا الكتاب المبارك الذي جعله تبيانا لكل شيء، وجعله هدى لأهل القرن الثاني عشر ومن بعدهم، كما جعله لأهل القرن الأول ومن بعدهم. ومن أعظم البيان الذي فيه بيان الحجج الصحيحة، والجواب عما يعارضها، وبيان بطلان الحجج الفاسدة ونفيها. فلا إله إلا الله ماذا حرمه المعرضون عن كتاب الله من الهدى والعلم، ولكن لا معطي لما منع الله، وهذه التي سألت عنها، فيها بيان بطلان شبهة يحتج بها بعض أهل النفاق


١ مؤلفات الشيخ، القسم الخاص، الشخصية رقم ٣٨ ص ٢٧١. والقسم الأول، العقيدة ثلائة الأصول، ص ١٩٤.
٢ سورة طه: آية ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>