للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولي. أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} أي: في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح ولا تنعم. وظاهره أن قوما أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخالفا لهَم معاشهم من سوء ظنهم بالله. ثم ذكر كلاما طويلا، وذكر ما ذكرته من أنواع الضنك. والله سبحانه وتعالى أعلم" ١.

فبناء على هذا فالشيخ رحمه الله تعالى يرى كما يرى السلف رضي الله عنهم أن أصل أصول العلم والهدى هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم بالله، والعلم برسوله صلى الله عليه وسلم، والعلم بدين الإسلام بأدلته، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} ٢ (النساء: ١٦٣) .

وقال الله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} (يوسف: ١٠٢) .


١ مؤلفات الشيخ، القسم الثالث، الفتاوى رقم ١٦ ص ٧٥-٧٩، والقسم الرابع، التفسير ص ٢٦٣ - ٢٦٨.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة ثلاثة الأصول ص ١٨٥-١٩٥، ومسائل الجاهلية ص ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>