للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا خلاف بين أهل السنة والجماعة أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما.

فإِن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير من الناس.

وإن عمل بالتوحيد عملا ظاهرا، وهولا يعتقده بقلبه، فهو منافق خالص، وهو شر من الكافر {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النساء: ١٥٤) - وهذا كثير أيضا١.

وهكذا يقرر الشيخ التلازم بين توحيد الربوبية والأسماء والصفات وتوحيد الألوهية ويقول: بأن الله تعالى يعرف عباده بتقرير ربوبيته، ليرتقوا بها إلى معرفة إلهيته، التي هي مجموع عبادته على مراده نفيا وإثباتا، علما وعملا، جملة وتفصيلا، ويقول: "فاعلم أن أهم ما فرض على العباد معرفة أن الله رب كل شيء ومليكه ومدبره بإِرادته، فاذا عرفت هذا فانظرما حق من هذه صفاته عليك، بالعبودية، بالمحبة والإِجلال والتعظيم


١ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، كشف الشبهات ص ١٧٩-١٨٠ والقسم الرابع، التفسير، الحجر ص ١٩٦ والقسم الخامس، الشخصية رقم ١٦ ص ٩٦، والدرر السنية ج ٢ ص ٦٢، ٦٣، جـ ٨ ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>