للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد يكون في الرجل مادتان، فأيهما غلبت عليه كان من أهلها، فإِن أراد الله بعبده خيرا طهره قبل الموافاة فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار. وحكمته تعالى تأبى أن يجاوره العبد في داره بخبائثه، فيدخل النار طهرة له وإِقامة هذا النوع فيها على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها ولما كان المشرك خبيث الذات لم تطهره النار، كالكلب إذا دخل البحر. ولما كان المؤمن الطيب بريئا من الخبائث، كانت النار حراما عليه إذ ليس فيه ما يقتضى تطهيره، فسبحان من بهرت حكمته العقول١.

ويفرق بين الكفر الأكبر المخرج من الملة والكفر الذي هو دونه ولا يخرج من الملة وكذلك الشرك ويقول: كيف تعجبون من كلامي في رجل من المتأخرين غلط في قوله يا أكرم الخلق، ولا تفطنون لمثل قول أنس بن مالك في أهل زمانه: ما أعرف فيهم شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت. هل تظنون هذا المتأخر خيرا وأعلم من أولئك؟ ولكن هذه الأمور لا علم لكم بها وتظنون أن من وصف شركا أو كفرا أنه الكفر الأكبر المخرج عن الملة٢.

ويعتقد الشيخ أنه: لا بد من استدامة حال الإيمان حتى يموت عليه


١ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، مختصر زاد المعاد ص ١٢.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية رقم ١١ ص ٦٦ وص ٧١ والقسم الثالث الفتاوى، المسألة ١٣، ص ٥٦، ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>