للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، وغالب أعمال هؤلاء إنما هو تقليد أواقتداء بأمثالهم، وهم أقرب الناس من قوله: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} الآية (الزخرف: ٢٢) - فلا منافاة بين الأحاديث، فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين ومات عليها امتنع أن تَرْجَحَ سيئاته، فإن كان قالها على الكمال المانع من الشرك الأصغر والأكبر فهو غير مصر على ذنب، وإِن كان على وجه خلص به من الأكبر ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها شىء من السيئات فترجح بها الحسنات كما في حديث البطاقة وهذا خلاف من رجحت سيئاته، لأنه معه الشرك الأصغر وأتى بعد ذلك بسيئات تنضم إلى ذلك الشرك فترجح سيئاته، فإن السيئات تضعف الإيمان واليقين، فيضعف قول لا إله إلا الله، فيمتنع الإخلاص في القلب، فيصير المتكلم بها كالهاذي، أوالنائم أو من يحسن صوته بآية من القرآن من غير ذوق طعم ولا حلاوة فالذي قالها بيقين وصدق تام إما ألا يكون مصرا على سيئة أو يكون توحيده المتضمن لصدقه ويقينه رجح حسناته، والذين دخلوا النار فاتهم أحد الشرطين١.

ويرى أن قلب الإنسان يجتمع فيه الضدان، المعرفة والإِنكار، والعلم والجهل، والإيمان والكفر، والحكم للغالب منهما٢.


١ مؤلفات الشيخ، ملحق المصنفات، مسائل ملخصة، ص ٧٠- ا ٧.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، كتاب التوحيد ص ١٠٨ والقسم الخامس، الشخصية رقم ١٨ ص ١٢٢ والقسم الرابع التفسير، البقرة ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>