للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكذوب يأتون من المنكر عنده ما لا يعهد مثله.

وكان الرجال والنساء يأتون بليدة الفدا لفحل النخل الذي فيها ويفعلون عنده أقبح الأفعال ويتبركون به ويعتقدون فيه، فكانت المرأة إذا تأخرت عن الزواج تأتيه فتضمه بيديها ترجو أن يفرج عنها كربها وتقول: يا فحل الفحول أريد زوجاً قبل الحول.

وكانت طوائف من الناس تنتاب شجرة الطرفية يتبركون بها ويعلقون الخرق عليها إذا ولدت المرأة ذكرا لعله يسلم من الموت.

وفي أسفل الدرعية غار كبير يزعمون أن امرأة تسمى بنت الأمير أراد بعض الفسقة أن يظلمها فصاحت فانفلق لها الغار وأجارها من ذلك السوء، فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز ويبعثون بصنوف الهدايا إليه.

وكان عندهم رجل يزعمونه من الأولياء اسمه (تاج) سلكوا فيه سبيل الطواغيت، فصرفوا إليه النذر، وتوجهوا إليه بالدعاء، واعتقدوا فيه النفع والضر، وكانوا يأتونه لقضاء شؤونهم أفواجاً وكان هو يأتي إليهم من بلدة الخرج إلى الدرعية لتحصيل ما تجمع من النذور والخراج، وكان أهل البلاد المجاورة يعتقدون فيه اعتقاداً عظيماً حتى خافه الحكام وهابه أعوانه وحاشيته الناس فلا يتعرضون لهم بما يكرهون، ويدعون فيه دعاوى فظيعة، وينسبون إليه حكايات قبيحة، وكانوا لكثرة ما تناقلوها وأذاعوها - يصدقون ما فيها من مين وزور، زعموا أنه أعمى وأنه يأتي من بلده الخرج من غير قائد يقوده وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات التي

<<  <  ج: ص:  >  >>