للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضراء والسراء سواء زائدين على مشركي الجاهلية الأولى حيث كانوا إذا مسهم الضر لا يدعون إلا الله مخلصين له الدين، أما إذا نجاهم الله فهم مشركون. لكن هؤلاء أحبوا أوثانهم من دون الله محبة أعظم من محبتهم لله؛ سرت في سويداء قلوبهم وبدت على صفحات وجوههم وألسنتهم وجوارحهم وبذلوا أعمارهم وحياتهم في دفع الحق ومن يبديه، وهذا ليس في قطر دون آخر ولكنه في غالب الأقطار، كما أنه ليس في أول زمن الشيخ فحسب، بل كان بدؤه من قديم حيث التغيير والابتداع والاختلاف بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان من بعده، من أهل القرون الفاضلة ثم تعاقبت العصور وتوالت السنون والغي يزداد والضلال ينتشر حتى جاء من اعتقد أن الدين هو ذلك الضلال والبدع لأنهم وجدوا آباءهم وأجدادهم وأسلافهم عليه فقالوا إنا على آثارهم مقتدون.

وقد نص على ذلك كثير من العلماء في كتبهم المصنفة فيما حدث من البدع والحوادث وما غير من منار الدين وشعائر الإسلام.

كان في بلدان نجد من ذلك أمر عظيم، يأتون عند قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة فيدعونه لتفريج الكرب، وكشف النوب، وكان عندهم مشهوراً بذلك ومذكوراً بقضاء الحوائج.

وكانوا يزعمون أن في قريوة في الدرعية قبور بعض الصحابة فعكفوا على عبادتها وصار أهل تربتها أعظم في صدورهم من الله.

وفي شعيب غبيراء، يزعمون أن فيه قبر ضرار بن الأزور وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>