للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندهما بالدعاء والاستغاثة وتقديم الفدية، مما لا يسوغ لمسلم أن يبيحه فضلاً عن أن يراه قربة وعبادة، وكذلك ما يأتونه عند قبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالطائف من هذه الأمور التي تشمئز منها نفس الجاهل فكيف بالعالم؟

يقف عند قبره المكروب والخائف متضرعاً مستغيثاً في حالة عبوديته، وينادي أكثر الباعة في الأسواق: (اليوم على الله وعليك يا ابن عباس) ثم يسألونه ويسترزقونه.

وأما ما يفعل عند قبره عليه الصلاة والسلام من الأمور العظيمة المحرمة - كتعفير الخدود، والانحناء، والسجود خضوعاً وتذللاً، واتخاذ ذلك القبر عيداً - فهو أعم من أن يخفى، وأعظم من أن يذكر، لشهرته وشيوعه. وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعله وكفى بذلك زجراً ووعيداً ونهى عما يفعل عنده الآن غالب العلماء، وغلظوا في ذلك تغليظاً شديداً.

ويكل اللسان عن وصف ما يفعل عند قبر حمزة، وفي البقيع وقبا، ويعجز القلم عن بيانه مهما يكتفي بذكر القليل منه:

وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

وأما يفعل في جدة فقد عمت به البلوى وبلغ من الضلال والفحش الغاية، فعندهم قبر طوله ستون ذراعاً عليه قبة، يزعمون أنه قبر حواء، وضعه بعض الشياطين من قديم وهيأه، فيجبي عنده السدنة من الأموال كل سنة ما يكاد أن لا يخطر بالبال ولا يدخل إنسان ليسلم على أمه إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>