عجل بتقديم الدراهم - وكيف لا ... أيبخل أحد من اللئام فضلاً عن الكرام، ببذل بعض حطام الدنيا في سبيل الدخول على أمه والسلام عليها.
وعندهم معبد يسمى العلوي، فاقوا في تعظيمه جميع الخلائق: فلو دخل قبره سارق أو غاصب أو قاتل لم يعترضه مؤمن ولا فاسق بمكروه، ولم يجرؤ أحد أن يخرجه منه، فمن استجار بتربته أجير، ولم ينله أحد من الحكام بأذى.
وفي سنة ١٢١٠هـ عشر بعد المائتين والألف اشترى تاجر من أهل جدة أموالاً من تجار الهند والحسا القادمين تزيد على سبعين ألف ريال فانكسر بعد أيام وأفلس وتغيرت حاله ولم يبق عنده ما يقابل نصف الذي عليه، فهرب إلى ذلك المعبد مستجيراً، فلم يتقدم إليه من الناس شريف ولا وضيع ولا كبير ولا صغير، وترك بيته وما فيه من مال ومتاع، ولم يرزأ بقليل ولا كثير، حتى اجتمع التجار ورأوا أن ينظروه وييسروا عليه، وجعلوا المال عليه نجوماً في سنين وكان بعض أهل الدين من المشيرين بذلك.
وأما ما يجري في بلدان مصر وصعيدها من الأمور التي ينزه الإنسان عن ذكرها خصوصاً عند قبور الصلحاء والعباد، كما ذكرها الثقات في نقل الأخبار وروايتها فأكثر من أن يحصى.
فمنها: أنهم يأتون قبر أحمد البدوي وقبور غيره من العباد والزهاد