للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه مرفوعا: "أن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فانمإِ هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم" ١.

وهذا ما توضحه سورة الفاتحة فإِنها قد اشتملت على أركان العبادة، والاخلاص فيها والمتابعة والرد على المبتدعين.

وأركان العبادة ثلاثة هي: المحبة والرجاء والخوف، فمن زعم أنه يعبد الله تعالى بالمحبة وحدها فهو لم يعبده كما هو شأن منحرفي الصوفية. ومن عبد الله بالرجاء وحده على زعمه فهو لم يعبد الله كما هو شأن المرجئة. ومن عبد الله بالخوف وحده على وهمه فهو لم يعبده كما هو شأن الخوارج.

وذلك في أولها: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} هذه


١ المرجع السابق، أصول الايمان ص ٢٦٧،٢٦، وانظر: الدرر السنية، ط ٢ ج٢ ص٧-١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>