فالآية الأولى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيها المحبة لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر انعامه.
والآية الثانية:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيها الرجاء لأن الله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
والآية الثالثة:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيها الخوف، لأن الله مالك يوم الدين، يوم الجزاء والحساب وحده لا شريك له، ولا شفيع، {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} .
وقول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي أعبدك يارب بهذه الثلاثة بمحبتك ورجائك
وخوفك وهذا هو توحيد الألوهية، أو العبادة بأركانه.
ومعنى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أَنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحدا، لا ملكا ولا نبيا ولا غيرهما.
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فيها توحيد الربوبية وفيها توحيد طلب الإِعانة مع التوكل والتبري من الحول والقوة إلا بالله.
وقدم المفعول، وهو إياك وكرر، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين:
فالأول: التبرء من الشرك، والثاني: التبرء من الحول والقوة.