للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأركان الثلاثة:

فالآية الأولى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيها المحبة لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر انعامه.

والآية الثانية: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيها الرجاء لأن الله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

والآية الثالثة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيها الخوف، لأن الله مالك يوم الدين، يوم الجزاء والحساب وحده لا شريك له، ولا شفيع، {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} .

وقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي أعبدك يارب بهذه الثلاثة بمحبتك ورجائك

وخوفك وهذا هو توحيد الألوهية، أو العبادة بأركانه.

ومعنى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أَنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحدا، لا ملكا ولا نبيا ولا غيرهما.

{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فيها توحيد الربوبية وفيها توحيد طلب الإِعانة مع التوكل والتبري من الحول والقوة إلا بالله.

وقدم المفعول، وهو إياك وكرر، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين:

فالأول: التبرء من الشرك، والثاني: التبرء من الحول والقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>