للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستغيثون به وإن لم يصلوا إلى قبره وينذر له في البر والبحر وعند أهل بلده نذوراً تزيد عن الحصر ويفعلون عند قبره السماعات والموالد ويجتمع عنده أنواع من المعاصي والمفاسد وليس في أقطار اليمن مثله في الاشتهار، ولهم في حضرته أمور يفعلونها تديناً كطعنهم أنفسهم بالسكاكين والدبابيس ويقولون وهم يرقصون طربين وقد ملأ الوجد ألبابهم (يا سادتي قلبي بكم معنى) .

وأما حال حضرموت والشحر ويافع وعدن: فقد ثوى فيهم الغي والضلال عندهم العيدروس يفعل عند قبره من السفه والشرك ما يكفي ذكر مجمله.

يقول قائلهم: "شيء لله يا عيدروس! ... شيء لله يا محيي النفوس!! ".

وأما بلدان الساحل فعندهم الكثير:

أهل المخا عندهم الشاذلي - أكثرهم يدعوه ويستغيث به، ولا تفتر ألسنتهم عن ذكره قعوداً وقياماً وينتابون تربته وحدانا وجمعاً.

وأهل الحديدة عنهم الشيخ صديق يعظمونه ويغلون فيه إلى أنه لا يمكن أحد أن يركب البحر أو ينزل منه إلى البر حتى يجيء إليه ويسلم عليه ويطلب منه الإعانة والمدد فيما أراد.

وأما أهل اللحية فعندهم الزيعلي واسمه عندهم الشمس لأن قبره ليس عليه قبة، يصرفون إليه جميع النذور ويعظمونه ويدعونه أشد ما

<<  <  ج: ص:  >  >>