للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جادا لا لاعبا.

وهذا قول صريح في الاستهزاء بالدين. إذا فهمت أن هذا هو الاستهزاء فكثير من الناس يتكلم في الله عز وجل، بالكلام الفاحش عند وقوع المصائب، على وجه الجد وأنه لا يستحق هذا، وأنه ليس بأكبر الناس ذنبا.

وكذلك من يدعي العلم والفقه- إذ أستدللنا عليه بآيات الله- أظهر الإستهزاء١

وأما صفة الاستهزاء الفعلي فمثل مد الشفة واخراج اللسان أورمز العين، مما يفعله كثير من الناس، عندما يؤمر بالصلاة والزكاة، فكيف بالتوحيد٢.

ويقول الشيخ في ملخصه عن ابن تيمية في الآية: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (التوبة: ٦٥) :

"الآية تدل على أن الاستهزاء بالله كفر، وبآياته كفر، وبالرسول كفر، من جهة الاستهزاء بالله وحده كفر بالضرورة فلم يكن ذكر الآيات والرسول شرطا، فعلم أن الاستهزاء بالرسول كفر، وإلا لم يكن لذكره فائدة، وكذلك الآيات، وأيضا فالاستهزاء بهذه الأمور متلازم"٣.


١ مؤلفات الشيخ، القسم الثالث، الفتاوى ص ٦١، ٦٢، ٦٥.
٢ المصدر السابق ص ٦٥.
٣ مؤلفات الشيخ، ملحق المصنفات، مسائل ملخصة رقم ١١٠ ص ١٠٤-١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>