للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أَنه مكروه فلا ننكر على من فعله ولا إِنكار في مسائل الاجتهاد لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات، وإِغاثة اللهفات، وإعطاء الرغبات، فأين هذا؟ ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده، ولكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين، فأين هذا مما نحن فيه؟! ١.

وهكذا يكشف الشيخ تلبيسهم حيث جعلوا دعاء غير الله توسلا ببيان ما هو التوسل الحقيقي في الدعاء والفرق بينه وبين دعاء غير الله تعالى وأن التوسل مسألة خارجة عن موضوع النزاع وهو دعاء غير الله تعالى.

وكشف الشيخ الرابعة وهي قولهم: إنهم يطلبون الأنبياء والأولياء مما أعطاهم الله تعالى وقد أعطاهم الشفاعة والجاه والقرب لديه ولا سيما رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى وإن أعطاهم ما أعطاهم فقد نهى أن يطلب منهم الشفاعة والزلفى عند الله، وأمر بأن يطلب ذلك منه وحده لا


١ مؤلفات الشيخ، القسم الثالث، الفتاوى ص ٥٩، ٦٠، ٦٨، ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>