للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريك له فيقول: "اللهم شفع في نبيك" مثلا، ذلك أن الشفاعة لله جميعا ولا يشفع عند الله أحد إلا من بعد إذنه، والله سبحانه لم يأذن بأن نطلب من الميت ذلك، وأما الحي فالذي يطلب منه دعاؤه وهذا عام في جميع الصالحين الأحياء القادرين على الدعاء.

والمقصود أن الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة ونحوها مما أمر الله أن يعبد به، لابد من أن تؤدى لله خَالِصَةً لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} وغير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة التي بينها الشيخ للدلالة على الإِخلاص في جميع أنواع العبادة ومن أنواعها طلب الشفاعة من الله لديه فيتوجه بذلك الطلب والرغبة والقصد إلى الله مباشرة وبدون واسطة كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: ١٨٦) .

فلا تطلب الشفاعة من غير الله تعالى لأن الشفاعة كلها له سبحانه، قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} (الزمر: ٤٤) . ولا يشفع أحد في أحد إلا من بعد أن يأذن الله تعالى كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (البقرة: ٢٥٥) . وكما قال تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (الأنبياء: ٢٨) . والله لا يرتضي أن تطلب الشفاعة من أحد إلا بإذنه، وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد. قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} .

<<  <  ج: ص:  >  >>