للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها من شرك ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإِخلاص " ا. هـ كلام ابن تيمية.

قال الشيخ: "فإذا كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد. تبين لك أن الشفاعة كلها لله فاطلبها منه وقل: اللهم لا تحرمني شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم شفعه فيَّ وأمثال هذا".

وأيضاً فإن الشفاغة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم، فصح أن الملائكة يشفعون، والأولياء يشفعون، والأَفراط يشفعون أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم فإِن قلت هذا: رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه وإِن قلت: لا. بطل قولك: أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله١.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد: "وأما الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، فالمراد به استجلاب دعائه وليس خاصاً به صلى الله عليه وسلم بل كل حي صالح يُرجى أن يستجاب له، فلا بأس أن يطلب منه أن يدعو


١ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، كشف الشبهات ص ٦٥ -١٦٦، وكتاب التوحيد باب الشفاعة ص ٥١-٥٣، ومسائل الجاهلية ص ٣٥١، والقسم الخاص، الشخصية رقم ١٧، ص ١١٢،١١٣، ورقم ٨، ص ٥٢، ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>