للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلا لن تضروا الله شيئاً، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: أن الطائفة المنصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم "وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار" وقد ذم الله الذي لا يثبت على دينه إلا عندما يهواه فقال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} الآية (الحج: ١١) – وينبغي لكم إذا عجزتم أو جبنتم أنكم ما تلوموننا، ونحمد الله الَّذي يسر لنا هذا، وجعلنا من أهله، وقد أخبر أنه عند وجود المرتدين، فلا بد من وجود المحبين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} الآية (المائدة: ٤٥) – جعلنا الله وإياكم من الذين لا تأخذهم في هذا لومة لائم" ١.

ولقد كانت هذه الغاية ووسيلتها واضحة تمام الوضوح لدى الشيخ فقد ذكر في الإيمان بالله والإيمان بالرسل أَن هاهنا غاية ووسيلة، فأما الغاية فهي الإيمان بالله وأما الوسيلة فهي الإيمان بالرسل، وقال الشيخ: "الإيمان بالله مثل الماء والإيمان بالرسل مثل الدلو والرشاء"٢.

ولقد صدق الشيخ ما يقول، وطبق ما كان ينادي به ويقرره ويدعو إليه لأنه عقيدته فلما بين أن من أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب بدليل قوله تعالى: {لا


١ مؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية رقم ٥٠ ص ٣١٩- ٣٢٠.
٢ الدرر السنية، ط٢، جـ١ ص ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>