للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ١ (المجادلة: ٢٢) .

وابتلي الشيخ نفسه ولكنه صبر وثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء وما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه، وأمثلة ذلك في حياته كثيرة.

ولنأخذ مثلاً من أحوال الشيخ التي وقعت؛ ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به، وبما يدعوا إليه من عقيدة السلف الصالح، وافتقد المسكن، والمكانة والجاه والنفوذ، وجميع الحظوظ النفسية، والغايات الدنيوية، ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخل، ولا يأمن مثله على نفسه أن يقتل بأهون قتلة لمن أراد ذلك ولن يأبه له أحدٌ، فيما يظهر من طبائع الأمور المعتادة، لكن كان على ثقة من ربه والله قد قوى إيمانه حتى صغر في ميزانه أمر صاحب الأحساء، وخذلان ابن معمر له وفراق الوطن والمال والأهل والزوجة


١ مؤلفات الشيخ، القسم الاول، العقيدة، ثلاثة الأصول ص ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>