للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم في ثباته وصموده كما قَال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: ١٠٨) .

قَال الشيخ فيها: "إن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنبيه على الإخلاص، لأن كثيرا لو دعا إلى الحق، فهو يدعو إلى نفسه، وأن البصيرة من الفرائض، وأن من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه الله تعالى عن المسبة وأن من قبح الشرك كونه مسبة لله تعالى، وإبعاد المسلم عن المشركين لأن لا يصير منهم ولو لم يشرك وهي من أهم ما فيها" ١.

وقَال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم عنه رحمه الله: " وفيه مشابهة لنبينا صلى الله عليه وسلم فيما ناله من الرؤساء والأحبار في ابتداء دعوته، فإنه رحمه الله لما أظهر الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة استصرخوا بأهل الحرمين، والنجرانيين وبني خالد وغيرهم عليه وألبت تلك الطوائف فثبته الله ومن آواه ونصره على قلة منهم وضعف، وصبروا على مخالفة الناس وتحملوا عداوة كل من عادى هذا الدين، بل أَشْبَهَ أمر الشيخ ما جرى لخاتم النبيين حتى في مهاجره وأنصاره وكثرة من عاداه وناوأه كما هو حال الحق، في المبادئ يرده الكثيرون وينكرونه ويقبله القليل وينصرونه، ثم تكون الغلبة له " ٢ اهـ.


١ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، كتاب التوحيد ص ٢١.
٢ الدرر السنية ١٢/٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>