للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما عند الله وما أعده تعالى للقائمين بذلك وخشية من الوقوع في الوعيد الوارد في القرآن المجيد {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:١٥٩) " ١.

يقول حافظ وهبه: "عندما رجع الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى وطنه جد به العزم أن ينقذ نجدا مما حل بها فبدأ يدعو الناس أن يعودوا إلى دين الله الصحيح ويتركوا ما جد من البدع وغيرها مما يتنافى مع نصوص الكتاب والسنة.

وفي الوقت نفسه طلب إلى الأمراء ذوي الشأن أن يطبقوا أحكام الشرع، وقد قام بدعوته مسالما لا يدعو إلى شدة أوعنف وراسل علماء عصره في البلاد الإسلامية الأخرى وأظهر ألمه لما أصاب المسلمين. وحضهم على أن يكونوا من زمرة المصلحين الدينيين فكان ذلك سببا طبيعياً لغضب خصومه، أولئك الذين خافوا على سلطانهم من دعوته" ٢.

ويصف ابن غنام استعداد الشيخ في دعوته إلى عقيدة السلف الصالح فيقول: ما معناه "وكان الشيخ رحمه الله قد أعطاه الله استعدادا قوياً فلم يخف في الله لومة لائم، وصار له توكل على ربه واعتصام به فلم يبال بجحافل الأعداء وجهامة الباطل٣ وكيد شياطين الجن والإنس ووحي


١ روضة ابن غنام ج١/ ٢٨، ٢٩.
٢ جزيرة العرب في القرن العشرين، تأليف حافظ وهبه، ص ٣٢٠.
٣ قال في مختار الصحاح: (الجهام) بالفتح السحاب الذي لا ماء فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>