للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام الشيخ والأمير محمد بن سعود بمناصحته دهام بن دواس رئيس بلد الرياض فاجتهدا في مناصحته غاية الاجتهاد ولكن دهاما لم يقبل الحق وأعرض عنه واشترى الحياة الدنيا بالآخرة، فحمله ذلك على البغي والحسد فأبطن عداوة أهل الدين رغم إقراره بأنه دين الحق وأَظهر موالاة المبطلين. وكان قد فشا الإسلام والسنة في بلده ودخل في ذلك كثير منهم فصار إذا رأى من جماعته من يحب هذا الدين ويفشيه أخذ يصادره ويتعرض له بصنوف الأذى، وإذا رأى عدوا قربه وآواه وجعل يتزايد في العداوة ويتظاهر بقمع الحق ويعلن القبائح الشنيعة وقد كانت أخلاقه القديمة وأفعاله السابقة غير محمودة ولما جاءه الحق زاد في طغيانه وشره، وحاكى بأفعاله الفاجرة نمرود وفرعون فأخاف أهل منفوحة لأنهم دخلوا في دعوة الشيخ وتبعوا الإمام محمد بن سعود فعدا عليهم صباحا ومعه بعض البوادي من آل ظفير على غرة وغفلة لأنهم ما كانوا يتوقعون ذلك منه وهو صديق لمحمد بن سعود فيما يتظاهر به لأن محمد بن سعود سبق أن أعانه على ثورة من أهل الرياض ضده ولكنه فجأهم واحتل قصر الإمارة وقهرهم ساعة ثم إن الله سبحانه أعقب أهل منفوحة بالنصر والفرج فكانت الدائرة على دهام وحزبه وقتل من أشرارهم ورؤسائهم أحد عشر رجلا تقريبا وجرح دهام نفسه وعقر حصانه فهرب هو ومن معه وقد باء بالفشل، ولكنه قد افتضح بإظهاره عداوة أهل الدين فزاده ذلك تمادياً وأعلن محاربة محمد بن سعود لأجل ذلك ونذر جزوراً لتاج بن

<<  <  ج: ص:  >  >>