ما يظهره ويدعو إليه، أما السرائر وما لا نعلمه فنكله إلى الله تعالى مع وجوب حسن الظن فيمن يظهر منه الخير والرشد والصلاح، وكذلك محمد بن سعود لا نظن به أَنه قام بنصرة الإسلام لأنه وسيلة لتوسيع نفوذه أو استقلاله عن سيادة الأَتراك كما يقوله صاحب كتاب الفكر السامي١. فإنه إنما قام بنصرته لأنه دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالدرجة الأولى- كما قال ذلك عند لقائه بالشيخ رحمه الله، وما كانت ظروف الدرعية المشكلة من ناحية الاقتصاد هي الدافع للقتال فإِن أولئك القوم تركوا تنمية اقتصادهم مختارين ليقوموا بتنمية دينهم وعلمهم به فكيف ينحرفون لحل مشكلاتهم الاقتصادية بالقتال وسفك الدماء ليأخذوا أموال الناس ويستولوا على أملاك الغير، بطريقة جاهلية؟! أَلا يمكن حل مشكلتهم الاقتصادية بالتجارة ومزاولة أسباب المعيشة ولو في خارج البلدة لو كانوا إنما أرادوا حل المشكلة الاقتصادية؟! لكنهم بالجهاد أرادوا إِعلاء كلمة الله ونشر الإسلام وما جاءهم من الغنائم من غير أن يقصد، قبلوه وتعاملوا به على ما يرضي الله تعالى.
وليس صحيحا ما يزعمه مؤلف كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي من أَن ابن سعود توصل بنشر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأمنيته وهي الاستقلال