للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى أية حال فإذا كان ليس أحد يصلح للسياسة والحكم ١ فإن محمد بن سعود قد امتاز على غيره بما وهبه الله من ملكات الإِمارة والحكم وأنه كما يقول المؤرخ حسين بن غنام: "كان في جاهليته بحسن السيرة معروفا وبالوفاء وحسن المعاملة موصوفا، مشهوراً بذلك دون من هنالك وكان من وفائه أَن وفى بكفالته لزيد بن مرخان وفاء كلفه ثمنا باهظا أدى إلى قتل عمه مقرن بن محمد لما خفر الأخير ذمة ابن أخيه بقتله زيد بن مرخان غدرا٢.

ثم إِن الأمير محمد بن سعود٣ قد أدرك بصفاء بصيرته وسلامة تفكيره أَنه لا مطمع للشيخ في الإِمارة ولا في الرئاسة ولا في أي علو في الأرض ولا فساد من دعوته، بل إن دعوته إلى صلاح الدين والدنيا معاً، إلى عقيدة السلف الصالح وتيقن من خلال ما سمعه من الشيخ ورآه أَن نصيحته صادقة وعرضه صحيح، وأن القيام بنصر دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سبب للنصر والعز والتمكين وحصول الملك، وزاد يقين الأمير رسوخا ما بينه الشيخ له من أَن الله سيمكن من يقوم بنصر (لا إله إلا الله) ويُعزه ويورثه الملك، وأَن الأمة بحاجة إلى إقامة الدين، وإِصلاح ما أفسد الناس،


١ انظر: فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام، رسالة ماجستير، أعدها صالح
العبود ص/ ١٢٥-١٢٦.
٢ روضة ابن غنام ٢/٣.
٣ انظر: عنوان المجد لابن بشر سابقة سنة ١١٣٩ ج١/ ٢٣٤- ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>