المنكر، ويقال لهم إِن أهل نجد يمقتونكم بذلك، فانتهى أناس كثير من أهل الآفاق بسبب ما سمعوا من أوامره ونواهيه وهدم المسلمون جميع القباب والمشاهد التي بنيت على القبور وغيرها من جميع المواضع الشركية في أقاصي الأقطار من الحرمين واليمن وتهامة وعمان والأحساء ونجد وغير ذلك، حتى لا تجد فيمن شملته ولاية المسلمين الشرك الأصغر فضلا عن غيره إلا الرياء الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل" وأمر جميع أهل البلدان من أهل النواحي يسألون الناس في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح وبين العشاءين عن معرفة ثلاثة الأصول: معرفة الله ومعرفة دين الإسلام ومعرفة أركانه وما ورد عليها من الأدلة من القرآن ومعرفة محمد صلى الله عليه وسلم ونسبه ومبعثه وهجرته وأول ما دعا إليه وهي: لا إله إلا الله، ومعرفة معناها، والبعث بعد الموت وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها وفروض الوضوء ونواقضه وما يتبع ذلك من تحقيق التوحيد من أنواع العبادة التي لا تنبغي إلا لله كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والخشية والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة وغير ذلك كما سبق ذكره، وذلك يسأل عنه الناس ويلزمون بتعلمه كل على قدر مستواه.
وكان الشيخ هو المرجع في أمور الدين وما يتعلق به من الأمور الأخرى، فهو المرجع في شئون الإِفتاء، وكان هو الذي يختار القضاة ويعينهم، كما كان يرسل المرشدين إلى المناطق المختلفة ويبعث العلماء