للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمناقشة من يود أن يعرف ما كان يدعو إليه كما طلب الشريف فأرسل إليه الشيخ عبد العزيز الحصين وغيره وقد شرح لعلماء مكة حقيقة الدعوة، وللشيخ دور كبير في تدريس وتخريج كثير ممن أصبحوا قادة في ميادين العلوم الدينية المختلفة وقاموا بأدوار إصلاحية هامة١.

وكان رحمه الله تعالى هو الذي يجهز الجيوش ويبعث السرايا ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليه والضيوف عنده والداخل والخارج من عنده٢.

ولم يزل الشيخ مجاهدا حتى أَذعن أهل نجد وتابعوا، وعمل فيها بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبايعوه، فعمرت نجد بعد خرابها وصلحت بعد فسادها ونال الفخر والملك من آواه، وصاروا ملوكا بعد الذل والتفرق والقتال وهكذا كل من نصر الشريعة من قديم الزمان وحديثه فإِن الله يظهره على أعدائه ويجعله مالكا لمن عاداه، وما مات إلا وقد قرت عينه بنصر الله لدين الإسلام فكان كثيرا ما يتمثل شاكرا لربه بثلاثة أبيات هي:

بأي لسان أشكر الله إنه ... لذو نعمة قد أعجزت كل شاكر

حباني بالإسلام فضلا ونعمة ... علي وبالقرآن نور البصائر

وبالنعمة العظمى اعتقاد ابن حنبل ... عليها اعتقادي يوم كشف السرائر٣


١ الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره للدكتور العثيمين ص ٧١ بتصرف.
٢ ابن بشر، عنوان المجد ١/ ٩٠. والدرر السنية ١١/ ٣١.
٣ ابن بشر، عنوان المجد ١/ ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>