للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلهج دائما بقوله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وكان قد ثقل في آخر عمره. فكان يخرج لصلاة الجماعة يتهادى بين رجلين حتى يقام في الصف. فكان لا يزال قدوة حتى وهو في هذه الحال، إلى أن توفي رحمه الله تعالى.

ويمكننا أن نتبين مجمل إصلاحات الشيخ السلفية حسبما ذكره الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن ذلك، فقال رحمه الله:

"فأتاح الله بمنه في هذه البلاد النجدية والجهات العربية من أحبار الإسلام وعلمائه الأَعلام من يكشف الشبهة، ويجلو الغمة وينصح الأمة، ويدعو إلى محض الحق وصريح الدين، الذي لا يخالطه ولا يمازجه دين الجاهلية المشركين فنافح عن دين الله ودعا إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنف الكتب والرسائل وانتصب للرد على كل مبطل ومماحل، وعلم من لديه كيف يطلب العلم؟ وأين يطلب؟، وبأي شيء يقهر المشبه المجادل ويغلب؟ واجتمع له من عصابة الإسلام والإيمان طائفة يأخذون عنه وينتفعون بعلمه، وينصرون الله ورسوله حتى ظهر واستنار ما دعا إليه وأشرقت شموس ما عنده من العلم وما لديه، وعلت كلمة الله حتى أغشى إشراقها وضوؤها كلَ مبطل ومماحل، وذل لها كل منافق مجادل، وحقق الله وعده لأوليائه وجنده كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>