للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقصوراً على العالم لعلمه أو على الفاضل لفضله، بل كل بحسبه ومقداره، يجب عليه العلم بالتوحيد والعمل والدعوة، ومع ذلك فالأُخوة الإسلامية باقية، لا يشوبها هوى ولا استكبار عن اتباع الحق مع من كان معه، فإن أشكل فالرد بينهم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عند موارد النزاع، والفتن كثيراً ما يلتبس فيها الحق بالباطل، ولكن يجب على المسلم معرفة الحق في ذلك بالبحث والمذاكرة وإظهار ما يعتقده ويدين به، فإن كان حقا سأل ربه الثبات والاستقامة وشكره على التوفيق والإِصابة، وإلا رده إلى من هو أعلم منه بحجة يجب المصير إليها ويقف المرشد عليها، والله عند لسان كل قائل وقصده، ومجازيه بعمله، فلابد من زلة قلم، وعثرة قدم، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} .

ثم ذكرهم بنعم الله وأعظمها: بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام وظهوره. ثم شخص أسباب الكفر وبينها، وأهمها موانع في النفوس من هوى وإِرادات ورياسات لا يقوم ناموسها ولا يحصل مقصودها إلا بمخالفة الحق وترك الاستجابة له، وهذا هو المانع في كل زمان ومكان ولولا ذلك ما اختلف من الناس اثنان، ولا اختصم في الإيمان بالله وإِسلام الوجه له خصمان.

ثم تطرق إلى تذكيرهم باختصاص الله إياهم بنعمة التوحيد من بين سائر الأمم وأصناف الناس في هذه الأزمان، فأَتاح لهم من أحبار الأمة وعلمائها حبراً جليلا وعلما نبيلا فقيها عارفاً بما كان عليه الصدر الأول،

<<  <  ج: ص:  >  >>