للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبيراً بما انحل من عرى الإسلام، فتجرد للدعوة إلى الله ورد الناس إلى ما كان عليه سلفهم الصالح في باب العلم والإيمان وباب العمل الصالح والإحسان، وترك التعلق على غير الله من الأنبياء والصالحين وعبادتهم، والاعتقاد في الأحجار والأشجار، وتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال، وهجر ما أحدثه الخلوف والأغيار.

وأثنى الشيخ ابن عبد اللطيف على من وازر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تلك الدعوة من أسلاف آل سعود الماضين وقال:

"إن الله أظهر لهم من الدولة والصولة ما ظهروا به على كافة العرب، وغدت لهم الرياسة والإمامة رتبة بمجرد السابقة والعادة لا تزحمهم فيها العرب العربا، ولا يتطاول إليها بنو ماء السماء، وصالحهم يرجو فوق ذلك مظهرا، وجاهلهم يرتع في ثياب مجد لا يعرف من حاكها ولا درى، فلم يزل الأمر في مزيد حتى توفى الله شيخ هذه الدعوة ووزيره العبد الصالح رحمهما الله رحمة واسعة، ثم حدث من فتنة الشهوات ما أفسد على الناس الأعمال والإِرادات، وجرى من الابتلاء والتطهير ما يعرفه الفطن الخبير، ثم أدرك سبحانه من رحمته وإِلطافه أهل هذه الدعوة ما رد لهم به الكرة ونصرهم ببركته المرة بعد المرة، وبعضكم أدرك هذا ورآه، ومن لم يدركه بلغه كيف كثر الابتلاء والامتحان لأهل هذه الدعوة ثم تكون لهم العاقبة، وذلك سنة الله السابقة، في أنبيائه ورسله، أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه، وله في ذلك حكمة بالغة".

<<  <  ج: ص:  >  >>