ثم أورد الشيخ ابن عبد اللطيف الأدلة على بعض أَفراد هذه الحكمة.
ثم يصف تلك المحنة ويقول:"إِنها فتنة عم شرها وطار شررها وتفرق الناس فيها أحزاباً وشيعاً ما بين ناكث لعهده، خالع لبيعة إمامه بغير حجة ولا برهان، بغضاً للجماعة ومحبة للفرقة والشناعة، وبين مجتهد لما رأى إِمامه صدر مكاتبة للدولة، وبين واقف عند حده يلوح بين عينيه، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان، والرابع ضعيف العنان خوار الجنان، مع هؤلاء تارة ومع الآخرين تارة يتبع طمعه، وكل فرقة من هذه الفرق تضلل الأخرى وتفسقها أو تكفرها بل وتنتسب إلى طالب علم تأتم به وتقلده وتحتج بقوله عياذا بالله، والمعصوم من عصمه الله، وحساب الجميع على الله، وهو أعلم بسرائرهم وسيحكم بينهم سبحانه بعلمه".
ويقول:"ثم أذهب الله ذلك بالعود إلى الجماعة وتجديد الأخوة الإسلامية، وذهاب الشحناء، وعاد الأمر إلى ما كان عليه من ثبوت الإمامة والدعوة إلى الجماعة وتجديد العهود والمواثيق على ذلك؛ فحمدنا الله تعالى وسألناه المزيد من فضله ورحمته، وكنا مغتبطين وأَذهب الله عنا هباء الشبهات وأطفأ نار تلك الضلالات".
ثم جعل الشيخ ابن عبد اللطيف يحذر هؤلاء العلماء خاصة وينصحهم من بوادر بدرت تريد المشاقة وفل جميع المسلمين - إلى أن قال