وبعده وجه نداء عاما شرح فيه حقيقة ما هو عليه من العقيدة هذا نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود إلى الإِخوان وفقنا الله وإياهم إلى فعل الخيرات وترك المنكرات آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ذلك: تفهمون أَن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بنعمة الإسلام ومن علينا بأن جعلنا من أهله، ولا يخفى عليكم ما مضى عليه أسلافكم من الأعراب من انحرافهم عن الدين والتقيد بشريعة سيد المرسلين، بما يأتونه من ارتكاب الأمور التي تغضب الله ورسوله، من استحلال الدماء ونهب الأموال وترك فرائض الإسلام، فأنتم اليوم لما أنَّ الله جل شأنه مَنَّ عليكم بهدايته لكم على دينه القويم وجب عليكم أن تقيدوا تلك النعمة بالشكر للمنعم تبارك وتعالى، وأعظم الشكر لله هو اتباع أمره واجتناب نهيه، على وفق ما جاء به نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وأَن لا تحيدوا عنه ذات اليمين وذات الشمال، فتكونوا من الهالكين.
إني أريد أن أشرح لكم حقيقة ما نحن عليه من العقيدة في الدين، التي أشار إليها العلماء في جوابهم السابق في هذا المجلس، فاسمعوا واحفظوا عني ما أقوله لكم تنجوا من المهالك:
إن أصل الدين كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، فهم السلف الصالح ثم الأئمة الأربعة من بعدهم، أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رضى الله عنهم،