عليه من حوادث حدثت في الدين، ووقعت بين المسلمين، وبين أيدينا مصنفاتهم منذ القديم من الزمان، يفندون هذا الواقع المؤلم، وينكرونه، ويعينونه بالإنكار والإبطال، مثل تعظيم القبور، وبناء القباب عليها والمشاهد، واتخاذها مساجد ومعابد، وعبادة أهلها من دون الله بأنواع من العبادة، كدعائها والذبح لها والتقرب إليها بأنواع القرابين والصدقات.
ومن هؤلاء الأئمة: محمد بن وضاح القرطبي (١٩٧-٢٨٦هـ) في كتابه البدع والنهي عنها، ومحمد بن سحنون (٢٠٢-٢٥٦هـ) وأبو زكريا، يحيى بن عون، المتوفى سنة ٢٩٨هـ في الرد على أهل البدع، وكذلك الأئمة الأربعة يردون على أهل البدع وأتباعهم كذلك، فهذا الإمام أحمد في (رده على الجهمية والزنادقة) ومن أتباعه ابن تيمية وابن القيم الحنبليان، وردودهم شهيرة، والشيخ قاسم بن قطلوبغا ولد سنة ٨٠٢هـ وتوفى سنة ٨٧٩ هـ ويعرف بقاسم الحنفي. كيف كان رده على أهل البدع بدعهم؟ خصوصا في شرحه كتاب درر البحار، للقونوي الحنفي في اختلاف المذاهب الأربعة١.
وهذا الإمام الطرطوشي المتوفى ما بين سنتي (٥٢٠-٥٢٥هـ) من المالكية في كتاب: (الحوادث والبدع) الَّذي نشر بتحقيق، محمد الطالبي، وطبعته دار الأصفهاني بجدة.
١ انظر: الضوء اللامع، للسخاوي، ج د/ ١٨٤-١٩٠، والفوائد البهية في تراجم الحنفية، للكنوي، ص٩٩.