للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو شامة المتوفى سنة ٦٦٥هـ من الشافعية، في كتابه: (الباعث في إنكار البدع والحوادث) والشاطبي في كتابه (الاعتصام) ومحي الدين البركوي الحنفي في رسالته التي ألفها: (في زيارة القبور) .... وغيرهم من العلماء، ألفوا رسائلهم، وأنكروا ما وقع من الحوادث، واشتد نكيرهم على غلاة القبور، حتى نسبوا أعمالهم إلى الشرك الأكبر والكفر. وماتوا قبل أن يخلق الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وقد ذكر غالب هؤلاء العلماء وأمثالهم أن الشرك عم الابتلاء به في زمانهم وصاحوا بأهله من أقطار الأرض وذكروا أن الدين عاد غريبا١.

ولننظر ما قرره الفقهاء من كل مذهب، من نواقض الإسلام في باب أحكام الردة مما يدل على أن هذه الناحية لها معنى واقعي، ليس من باب الخيال بعيدا عن الأحداث الواقعة لأن ذلك ليس من شأن فقهاء المسلمين، بل شأنهم مواجهة الأحداث بأحكام فقهية من الإسلام، وكل أولئك الفقهاء العلماء يعالجون ما حدث في زمانهم، ولاشك أن البلاء ازداد سوءاً، كلما مر الزمان من بعدهم خاصة في أول القرن الثاني عشر الهجري.

وقد أطلت النفس، في بيان صفة البيئة، قبيل ظهور الشيخ، لبيان أن الشيخ رحمه الله ظهر على بيئة عاد الإسلام فيها غريبا، ومن يمارس أعمال


١ انظر: روضة ابن غنام ج١/ ٧٤-٩٥، ص١١٥-١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>