للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صورة بثينة، ولكثيِّر في صورة عزَّة.

فما حواء أم البشر إلا الحقيقة الإلهية، وما أولئك العشاق سَكِرت على شفافههن خطايا القبل المحرمة، وتهاوت بُنْيَةُ اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق، ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية تجسد في صور غَوَانٍ تطيش بهُدَاهُنَّ نزوةٌ وَلْهَى، أو نشوةٌ سكرى، أو رغبة تتلظى في عين عاشق!! ١.

ومن أهل وحدة الوجود ابن عربي، ومن أقواله في ذلك:

العبد ربٌّ والرب عبدٌ ... يا ليت شعريْ مَن المكلف

إن قلت: عبدٌ فذاك ربٌّ ... أو قلت: ربٌّ أنَّى يكلف٢

وقوله: "سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها"٣.

وقوله: "إن العارف من يرى الحق _ الله _ في كل شيء، بل يراه عين كل شيء"٤.

٢_ الاتحاد الخاص: هو اعتقاد أن الله _ عز وجل _ اتحد ببعض المخلوقات دون بعض.

فالقائلون بذلك نزهوه من الاتحاد بالأشياء القذرة القبيحة، فقالوا إنه اتحد بالأنبياء، أو الصالحين، أو الفلاسفة، أو غيرهم.

فصاروا هم عين وجود الله _ جل وعلا _.


١_ انظر هذه هي الصوفية ص٢٤_٢٥.
٢_ الفتوحات المكية ١/٢.
٣_ الفتوحات المكية ٢/٦٠٤، وانظر هذه هي الصوفية ص٣٥.
٤_ نصوص الحكم ص٣٧٤، وانظر هذه هي الصوفية ص٣٥.

<<  <   >  >>