للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الغش منه"""١"، وقد صار الإمام الذهَبِيّ بحقٍّ ذهَبِيّ عصره كما شهد بذلك معاصروه ومن جاء بعدهم.

ولادته:

ولد سنة ٦٧٣هـ ثلاث وسبعين وستمائة في دمشق"٢".

طلبه للعلم:

وطلب العلم صغيراً، وشرع في طلب الحديث سنة ٦٩٠هـ وعمره ١٨ سنة، ووقف حياته على العلم حتى توفى رحمه الله، وعني بالقراءات، والتاريخ والحديث واهتم به اهتماماً خاصاً، وأخذ عن شيوخ بلده، وعن غيرهم، ورحل إلى حلب، وبيت المقدس والرملة ونابلس، وبعلبك، وطرابلس، وحمص وحماه، والقاهرة، والاسكندرية، ومكة، وغيرها"٣"، فأكثر الأخذ عن الشيوخ، وسمع ما يتعذر عده من الكتب وأخذ عنه الصغار والكبار، حتى صدق عليه قول تاج الدين السبكي -٧٧١هـ: ""وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذه الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار، وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال.

وأقام بدمشق يُرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد


١ اللباب: ١/٥٣٥.
٢ الدارس في تاريخ المدارس: ١/٧٨.
٣ انظر: الوافي بالوفيات، لصلاح الدين الصفدي: ٢/١٦٤.

<<  <   >  >>