للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكتابة، فكان يُحمل في مِحَفَّة، فانقطع في بيته (١) .

قال مجد الدين: "مازلت في رَيْعان الشباب وحَداثة السن مشغوفاً بطلب العلم، ومجالسة أهله، والتشبُّه بهم حَسْبَ الإمكان، وذلك من فضل الله عليَّ ولطفِه بي أن حَبَّبه إليَّ، فبَذَلْتُ الوُسْعَ في تحصيل ما وُفِّقْتُ له من أنواعه حتى صارت فِيَّ قوةُ الاطلاع على خفاياه وإدراك خباياه، ولم آلُ جهداً. والله الموفق في إجمال الطلب وابتغاء الأَرَب" (٢) .

قال في"السير (٣) ": "قال ابن الشَّعار: "وكان من أشدِّ الناس بخلاً". قلت: "من وقف عَقاره لله فليس ببخيل".

روى الكتب نازلاً، فأسند صحيح البخاريِّ عن ابن سرايا عن أبي الوقت، وصحيح مسلم عن أبي ياسر بن أبي حَبَّة عن إسماعيل بن السمرقندي عن التُّنْكُتي عن أبي الحسين عبد الغافر، ثمَّ عن ابن سُكينة إجازة عن الفُراوي، والموطَّأ عن ابن سَعْدون، حَدَّثنا ابن عتاب عن ابن مُغيث فوَهِمَ، وسننَ أبي داود والترمذي بسماعه من ابن سُكَينة، وسننَ النَّسائي، أخبرنا يعيش بن صدقة عن ابن محمويه (٤) .

انتقل المبارك إلى الموصل سنة ٥٦٥هـ. وتولى الخزانة لـ: سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي.

كما اتصل بالأمير مجاهد الدين قايْماز بن عبد الله الزيني، ووَلِيَ ديوان


(١) انظر: معجم الأدباء: ٥ / ٢٢٦٩، سير أعلام النبلاء: ٢١ / ٤٩٠.
(٢) انظر: مقدمة جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ١ / ٣٥.
(٣) سير أعلام النبلاء: ٢١ / ٤٩١.
(٤) انظر: سير أعلام النبلاء: ٢١ / ٤٨٨.

<<  <   >  >>