للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه من الغرائب، إلى ما في كتابيهما في حروفها مع نظائرها (١) ".

ثم يتحدث عن الترتيب المعجمي الذي سلكه، فقد التزم الحرف الأول والثاني من كل كلمة، وأتبع ذلك بالحرف الثالث من الكلمة على سياق الحروف.

ثم يتحدث عن المشكلة التي واجهَتْه، وهي (٢) "أني وجدت في الحديث كلماتٍ كثيرة في أوائلها حروف زائدة قد بُنِيت الكلمة عليها، حتى صارت كأنها من نفسها، وكان يلتبس موضعها الأصلي على طالبها"، ورأى أنَّ حَلَّ هذه المشكلة يكمن في"أن أثبتَها في باب الحرف الذي هو في أولها، وإن لم يكن أصلياً، ونَبَّهْتُ عند ذِكْرِهِ على زيادتِه؛ لئلا يراها أحد في غير بابها، فيظنُّ أنّي وَضَعْتُها فيه للجهل بها".

وسوف نتطرق للحديث عن هذا المنهج في مبحث"مآخذ على ابن الأثير".

وينبِّه ابن الأثير القارئ على أنَّ ما اقتبسه من كتاب الهروي ميّزَه بالحرف"هـ"بالحمرة، وما اقتبسه من كتاب أبي موسى ميّزه بالحرف"س"، وما أضافه من غيرهما أهمله بغير علامة؛ ليتميز ما فيهما عمّا ليس فيهما، كما أفاد القارئ بأنَّ جميع ما في كتابه ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: مضاف إلى مُسَمَّى، وقد يكون ذلك المسمَّى هو صاحب الحديث، أو يكون راوياً للحديث، أو يكون سبباً في ذكر ذلك الحديث فأُضيف إليه، أو يكون له فيه ذِكْرٌ عُرِفَ الحديث به.

والثاني: غير مضاف إلى مُسَمَّى، والغالب عليه أنه من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا القليل الذي لا تُعْرَف حقيقته: هل هو من


(١) النهاية: ١ / ١١.
(٢) النهاية ١/ ١١.

<<  <   >  >>