للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: وهى أعجب: قوله: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ} "وبيانها"١ لما دخل بعض العلماء، على بعض الملوك وكان "دميما"٢ فضحك الملك "من دمامته"٣ فذكر له هذه الآية واستحسن الملك جوابه٤.

ومعنى هذا٥ أن الملك لم يتمكن من قلبه لما رأى جمال صورته بل لأجل علمه الذي تبين له لما كلمه.

الثالثة: قوله: {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا} ٦ أي عندنا: {مَكِينٌ} أي مكنتك من ملكي تصرف فيه،: {أَمِينٌ} أي عرفت صحة أمانتك فأمنتك على ما تحت يدي، وهذا معنى قول أبي العباس٧- الولاية لها ركنان


١ في المطبوعة: وبيانه.
٢ في "ض" و"ب" ذميما.
٣ في "ض" و "ب" وهامش "س": من ذمامته.
٤ لعل الشيخ يشير بهذا إلى قصة عبد العزيز الكناني ودخوله على المأمون لمناظرة بشر المريسي في مسألة خلق القرآن. فعاب خلقه بعض الحاضرين تم أجابه عبد العزيز بهذه الآية وما يتعلق بها.
انظر الحيده للإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني ص "١٤، ١٥".
٥ أي معنى قوله: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} .
٦ في "ض" و "ب": {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} .
٧ هو شيخ الإسلام أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي المولود بحران عام "٦٦١"هـ والمتوفى سنة "٧٢٨هـ" بقلعة دمشق فضائله كثيرة ومناقبه جمة. وعلومه ومعارفه واسعة، ومؤلفاته جمة نفيسة وقد ترجمه كثير من العلماء فانظر في ترجمته: فوات الوفيات للكتبي "٧٤:١- ٨٠" والدرر الكامنة لابن حجر "١: ١٥٤- ١٧٠" وشذرات الذهب لابن العماد "٦: ٨٠- ٨٦" وأفرد بعض العلماء ترجمته في مؤلف خاص كالعقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبد الهادي، والرد الوافر، لابن ناصر الدين، والكواكب الدرية، والشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية، كلاهما لمرعي ابن يوسف الحنبلي.

<<  <   >  >>