للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التاسعة: أن المظلوم يجوز له أن يعامل من ظلمه بما لا يحلى أن يعامل به غيره١.

العاشر: "أن هذا"٢ يدل على "أن"٣ أهل مصر لم يعرفوا "يعقوب"٤ معرفة تامة٥.

{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ٦


١ وجه استنباط هذه المسألة أن يوسف عليه السلام قد عامل إخوانه بما لا يحل أن يعامل به غيرهم من وضعه الصواع في رحل أخيه واستبقائه عنده وفى ذلك نكاية بهم.
وهذه المسألة من حيث هي لها ما يؤيدها كقوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} النساء "١٤٩" وانظر تفسيرها عند الطبري "١٦: ١- ٤" وابن كثير "٢: ٣٩٤- ٣٩٦" وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} الشورى وانظر تفسيرها عند الطبري "٢٥: ٣٧، ٣٨" وابن كثير "١٩٧:٧- ٢٠٠".
٢ في "س" مثبتة في الهامش.
٣ ساقطة من "ب".
٤ ساقطة من "ب".
٥ وهذا مستنبط من قولهم كما أخبر الله عنهم {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً} .
٦ في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ} قال: إلى قوله: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وقال في "ب" إلى قوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} الآية.

<<  <   >  >>