للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جامعات العالم الإسلامي المعاصرة تدرس التراث الإسلامي وفق ذلك المنهج الذي يتمسح بالموضوعية، والحياد العلمي وهو أبعد ما يكون عنهما، ومع كون هذا المنهج لا دينياً فهو في الوقت نفسه غير علمي لأنه غالباً يدور على هذه الأسس:

١- يعمل المستشرقون على إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوائهم والتحكم فيما يرفضونه من النصوص وكثيراً ما يحرفون النص تحريفاً مقصوداً ويقعون في سوء الفهم- وعن عمد أحياناً- حين لا يجدون مجالاً للتحريف.

٢- يتحكم المستشرقون في المصادر التي يختارونها، فهم ينقلون من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث النبوي، ومن كتب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه-، ويصححون ما ينقله الدميري في كتاب "الحيوان "، ويكذبون ما يرويه الإمام مالك في الموطأ، ويهاجمون صحيح البخاري، ويمجدون كتاب الأغاني وألف ليلة وليلة١.

وعلى الرغم من ذلك، فقد سرت عدوى هذا المنهج في أبناء المسلمين إلى حد يثير الريبة والعجب وقبل أن نختتم الكلام عن أساليب المستشرقين ينبغي أن نشير إلى أن أعمالهم تسير وفق خطة


١ لمزيد من الفائدة عن إضطراب المنهج الإستشراقي وتناقضه راجع:
١- السنة ومكانتها لمصطفي السباعي رحمه الله: ١٢-٢١، وكذلك كتاب الإستشراق والمستشرقرن له أيضاً.
٢- منهج النقد عند المحدثين لمصطفى الأعظمي: ١٢٧-١٤٩.
٣- دراسات في السيرة لمحمد نايف زين العابدين: ١٤٩- ١٧٥.

<<  <   >  >>