للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإعلام والتعليم، وقد قالت إحدى المبشرات- المنفرات من الدين والخلق-: ".... في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وبكوات، ليس ثمة مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وليس ثمة طريق إلى حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة ... "١.

كما سخَّروا أجهزة الإعلام المختلفة وأنشأوا مراكز الفساد تحت ستار الترفيه أو الفنون للغرض نفسه٢.


١ المخططات الإستعمارية لمحمود الصواف: ٣٠١.
٢ سعى أعداء الإسلام من وقت مبكر إلى إفساد الحكم والحكام في الإسلام وإلى إفساد العلم والعلماء وإلى إفساد العباد كل ذلك من خلال ما أحدثوه من فتن وبدع وإنحرافات، ولكنهم- على الرغم مما حققوه من إنتصارات في بعض هذه المجالات-
لم يحصل لهم ما أرادوه من إقصاء الإسلام عن الحياة كلها، فلما تم التحالف الصهيوني الصليبي الجديد كان أول أمر فكروا فيه لسلخ الأمة من دينها هو:
١- القضاء على الخلافة الإسلامية رمز وحدة الأمة الإسلامية.
٢- توهين عرى العقيدة في النفوس، ولضمان نجاح هذا الأمر وضعت خطة شريرة لعلمنة الحياة في المجتمعات المسلمة ولضمان إستمرار وسرعة العلمنة أحكمت الخطة لإفساد:
١- الشباب المسلم. ٢- المرأة المسلمة.
لأن الشباب هم رجال المستقبل والمرأة مربية الأجيال، وركز الأعداء جهودهم لإفساد هذين العنصرين من خلال أخطر وسيلتين هما: ١- الإعلام. ٢- التعليم.
وهذا الذي حصل كما نشاهده اليوم في مجتمعاتنا، وأثر هاتين الوسيلتين في ترسيخ العلمنة في المجتمعات المسلمة واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وأوضح من ذلك أثرهما في الشباب والمرأة، ففي ظل مناهج التعليم الموجهة من قبل المنظمة العالمية- اليهودية المنشأ والولادة- "اليونسكو" نشأت أجيال الشباب الذين كان أحسنهم حالاً من كان أثر هذه المناهج عليه أنها صورت له الدين حالة خاصة بينه وبين ربه لا علاقة للدين بباقي شئون حياته ولا حياة المجتمع أيضاً.=
= أما المرأة فتزيد على مشاركة الشباب في تلقي تلك المناهج الموجهة بتلقي ذلك التركيز عليها في وسائل الإعلام- المقروءة والمسموعة والمرئية- الذي يبدأ بالتركيز على إفسادها وإخراجها من حرزها المصون عبر الصحافة بتبني قضيتها فيما يسمونه- زوراً- تحرير المرأة- يعني عبوديتها لهواها والشيطان وأهواء المغرضين- تم إنشاء الجمعيات النسائية- والتي قد تتستر أحياناً بأنها خيرية- ثم ينتهي المشوار بها إلى الخروج في مظاهرة تطالب فيها بحقها في الفساد والإفساد، ومصداقاً لما قلته أننا لو ألقينا نظرة سريعة على مسيرة المرأة المسلمة خلال القرن المنصرم لرأينا أن أخصر طريق سلكه الأعداء في حربهم للدين الإسلامي ونشر العلمنة في المجتمع المسلم هو المرأة وأن ذلك الطريق يبدأ بإثارة ما يسمى بقضية تحرير المرأة عبر وسائل الإعلام المختلفة ثم ينتهي بخروج المظاهرات النسائية والأمثلة على ذلك كثيرة منها:
١- ما فعله أتاتورك في تركيا. ٢- ما فعله قاسم أمين وسعد زغلول وهدى شعراوي في مصر ٣- ما فعله ملك أفغانستان الأسبق محمد أمان الله الذي كانت زوجته أول من أعلن الحرب على الحجاب في أفغانستان. كما كانت صفية زغلول وهدى شعراوي في طليعة من أعلن السفور وحرب الحجاب في مصر، وما وقع ويقع في بقية البلدان الإسلامية هو نفس الشريط يعاد ويكرر، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ولمزيد من التفاصيل يراجع:١- واقعنا المعاصر للأستاذ محمد قطب، ٢- عودة الحجاب لمحمد المقدم.

<<  <   >  >>