الحديث، أنهم لا يزالون يخرجون إلى زمان الدجال، وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر.
وهؤلاء أصل ضلالهم إعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون، وهذا هو ما أخذ الخارجين عن السنة من الروافض ونحوهم.
ثم قال الشيخ رحمه الله:
ثم ظهر في زمن علي رضي الله عنه التكلم بالرفض، ولكن لم يجتمعوا ويصير لهم قوة إلا بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، بل لم يظهر اسم الرفض ويعلن إلا حين خروج زيد بن علي بن الحسين بعد المائة الأولى، وذلك أنه لما أظهر الترحم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رفضه الرافضة، فسموا رافضة، واعتقدوا أن أبا جعفر- محمد بن علي الباقر- هو الإمام المعصوم، واتبعه- زيد- آخرون فسموا (زيدية) نسبة إليه.
ثم في أواخر عصر الصحابة نبغ التكلم ببدعة القدر والإرجاء، فردَّها من كان حيا من الصحابة حينئذ، كابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وواثلة بن الأسقع وغيرهم.
ولم يصر لهم سلطان واجتماع حتى كثرت المعتزلة والمرجئة بعد ذلك.
ثم في أواخر عصر التابعين ظهر القول ببدعة الجهمية نفاة الصفات، ولم يكن لهم اجتماع وسلطان إلا بعد المائة الثانية في إمارة أبي العباس الملقب بالمأمون، فإنه أظهر التجهُّم وامتحن الناس