للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ضوابط دعوة العصاة:

هذا ويمكن تلخيص أهم ضوابط دعوة العصاة في المجتمعات الإسلامية في الفقرات الآتية:

١- الاهتمام الأول بتحقيق التوحيد والبدء به، وهذا أساس راسخ من أسس الدعوة سواء كانت في مجتمع إسلامي أو غيره، وقد سبق إيراد الأدلة عليه.

٢- لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بغير برهان، ومن الأدلة عليه قوله صلى الله عليه وسلم: “ يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك “ ١ وفي حديث أبي هريرة ة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما “ ٢.

وقضية التكفير في عصرنا قضية شائكة لا سيما في دعوة العصاة واستصلاحهم، والتكفير في المجتمعات الإسلامية له خطورته البالغة وآثاره الموبقة، ولا ينبغي التهور في تكفير المسلمين بغير بينة ولا برهان، قال ابن تيمية:

“ لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولابخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة فإن الله تعالى قال: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِل إِليْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُل آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِليْكَ المَصِيرُ} [البقرة:٢٨٥] وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم، والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب


١ متفق عليه: خ: الأدب (٦٠٤٥) واللفظ له، م: الإيمان (٦١) .
٢ متفق عليه: خ: الأدب (٦١٠٣) ، م: الإيمان (٦٠) .

<<  <   >  >>