للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقالتهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار، ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم ١.

٣- تجنب العنف في الدعوة إلا عند الاضطرار وبقدر الحاجة. ومن العنف اللعن وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار “ ٢

والدعاة إلى الله تعالى من أبعد الناس عن اللعن والطعن والخوض في أعراض الناس لأنه قدوة الناس في أقواله وأفعاله وتصرفاته ومواقفه، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم” ٣

وإذا كان اللعن والاعتداء على المسلم بالضرب والإيذاء ونحوه غير جائز فكيف بحوادث القتل والاغتيال والتفجير ونحو ذلك من مظاهر العنف، إن هذا كله ليس من الدعوة إلى الله ولا هو سبيل الإصلاح ولا تستقيم به مسارات الدعوة بل هو من الجهل والغي والإثم والعدوان.

إن الرفق واللين هو الأصل في الدعوة والأدلة على ذلك كثيرة متضافرة كقوله تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه] ومن السنة حديث جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ من يحرم الرفق يحرم الخير” ٤


١ مجموع الفتاوى ٣ / ٢٨٢ وفيه بحث نفيس وتحقيق مفيد.
(٢) ت: البر والصلة (١٩٧٦) وقال حسن صحيح، د: الأدب (٤٢٦٠) ، أحمد: البصريين (١٩٣١٥) .
٣ ت: الإيمان (٢٦٢٧) وقال حسن صحيح، س: الإيمان وشرائعه (٤٩٩٥) ، أحمد: المكثرين (٨٥٧٥) .
٤ م: البر والصلة والآداب (٢٥٩٢) ، د: الأدب (٤١٧٥) ، ماجة: الآداب (٢٦٨٧) ، أحمد: الكوفيين (١٨٤١١) .

<<  <   >  >>