للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خالف أمر الله فصار كافرا وغيره أصابه عذاب أليم١.

ومما ينبغي تعليمه العصاة وتبصيرهم به أن الله تبارك وتعالى بين أن آثار المعاصي لا تقتصر على العصاة فقط وإنما تعم المجتمع بأسره قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الذِينَ ظَلمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الأنفال:٢٥] بل وتبقى آثار المعاصي من شؤمها حتى على غير البشر ودليله ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك “ ٢.

وأن من نجا من آثار الذنوب وتبعات المعاصي يوم القيامة فقد فاز وأفلح قال تعالى: {وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} [غافر:٩] .

وقال في الهالكين من العصاة المجرمين {يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} [الرحمن:٤١] .

ومن أساليب القرآن العظيم في ذلك بيان أثر الطاعة الحميد مع بيان أثر المعصية الوخيم ليختار الانسان لنفسه ما يتحمل تبعته ويتكبد معرته! وهو أثر يمتد من الحياة الدنيا ليشمل الدار الآخرة، مما ورد في أهل الطاعة والمتقين:

- قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَل مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلا يُظْلمُونَ نَقِيرًا} [النساء:١٢٤] .

- وقوله تعالى: {مَنْ عَمِل صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:٩٧] .

- وقال في موضع: {إِنَّ الذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَليْهِمْ وَلا


١ مجموع الفتاوى ٧ / ٤٩٤.
٢ أحمد: بني هاشم (٣٣٥٦) ، ت: الحج (٨٧٧) .

<<  <   >  >>