للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يا لها من بشارة لو فقهها المؤمنون وأعدوا لها عدتها!.

ومما ورد في أهل المعصية سوى ما تقدم قوله تعالى: {كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ اليَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ المُجْرِمِينَ مَا سَلكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لمْ نَكُ مِنَ المُصَلينَ وَلمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ} [المدثر:٣٨-٤٧] ففي الآية الشريفة أن من أسباب دخول النار: ترك الصلاة إما كسلا أو جحودا وعدم إطعام المسكين، وكذلك الخوض مع الخائضين والتكذيب بيوم الدين، وهذه معاصي كبيرة كما ترى.

ومما ورد على سبيل المقارنة بين الحالين والتباين بين السبيلين قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم:٣٦-٣٥] .

وقال في موضع: {فَلا تَعْلمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلهُمْ جَنَّاتُ المَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيل لهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وَلنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ العَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لعَلهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:١٧-٢١] .

وقال في موضعٍ بعد أن ذكر أهل النار وأهل الجنة: {مَثَلُ الفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَل يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [هود:٢٤] .

وليس بعد هذه الآيات البينات بيان ولا بعدها حجة ولا برهان {تِلكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَليْكَ بِالحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:٦] .

ج) ومن مجالات التعليم في تبصير العصاة: تعريفهم بحقيقة الدنيا وأنها دار ابتلاء وامتحان كي لا يغتروا بها ولا يركنوا إليها ولا تلهيهم عن معالي الأمور

<<  <   >  >>