ومن أجلّ أساليب الوعظ: التذكير فهو أجلّ الأساليب في وعظ العصاة، والتذكير ضرب من الوعظ حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه ربه بصفة التذكير فقال تعالى:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}[الغاشية:٢١]
ولا ينتفع بالتذكير إلا من كان له إيمان وخوف من الله وخشية منه ويخاف الحساب قال تعالى:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}[الأعلى:٩-١٠] وقال تعالى: {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ}[غافر:١٣] وقال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}[ق:٤٥] وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ}[الذاريات:٥٥] وقال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لهُ قَلبٌ أَوْ أَلقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق:٣٧]
وقال تعالى في مدح الذين يتأثرون بالموعظة والتذكير بالله:{وَالذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لمْ يَخِرُّوا عَليْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[الفرقان:٧٣]
ومما يقع التذكير به أيضا التذكير بأيام الله قال تعالى:{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُل صَبَّارٍ شَكُورٍ}[إبراهيم:٥] ومن التذكير بأيام الله تذكير بنعمه وآلائه، ولا ينتفع بالتذكير بأيام الله إلا الصبار الشكور وهو كثير الصبر والشكر.
ومن التذكير بالله التخويف به تعالى وعقابه وأليم عذابه كما في قوله تعالى:{وَلِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى}[النجم:٣١] وقوله: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}[الإنسان:٤-٥] ومن السنة ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا” ١.