للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلنَا مَا لا طَاقَةَ لنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلى القَوْمِ الكَافِرِينَ} [البقرة:٢٨٦] .

ومن الأذكار الشرعية سيد الاستغفار كما في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا اله الا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت” قال: “ومن قالها من النهار مؤمنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة “ ١.

وينبغي أن يعلم الداعية وأن يبصر به المدعوين أن التوبة تقبل من جميع الذنوب والمعاصي حتى أعظمها وهو الشرك بالله تعالى إذا تاب منه العبد قبل الموت وحسن حاله على التوحيد لقوله تعالى: {قُل يَاعِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣] لعموم قوله صلى الله عليه وسلم “ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله “ ٢.

قال النووي رحمه الله: وفيه أن الإيمان شرط الإقرار بالشهادتين مع اعتقادهما واعتقاد جميع ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به “ وفيه ترك تخطئة المجتهدين المختلفين في الفروع بعضهم بعضا، وفيه قبول توبة الزنديق٣.

فهذه النصوص ونظائرها ترغب في التوبة وتدعو إليها وتحض عليها وتأمر


١ خ: الدعوات (٦٣٠٦) ، ت: الدعوات (٣٣٩٣) ، ن: الاستعاذة (٥٥٣٢) ، أحمد: الشاميين (١٦٤٨٨) .
٢ متفق عليه: خ: استتابة المرتدين (٦٩٢٤) ، م: الإيمان (٢٠) .
٣ المنهاج ١ / ٢١٢.

<<  <   >  >>