للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبعد مباشرة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - للخلافة كانت هناك أحداث عنف اتسمت بالخروج عن إجماع المسلمين، وهذا ما أوجب أن يقوم الخليفة برد حازم تجاهها حتى لا تكون فتنة ويضعف الإسلام ويعود إلى بداياته الأولى، وأهم حدث كاد يعصف بوحدة المسلمين في ذلك الوقت هو المرتدون الذين امتنعوا عن أداء الزكاة. لقد كان موقف أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - حينما حدثت الردة قويًا وحاسمًا حيث قال:" والله لو منعوني عناقًا (١) كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها " (٢) ، فقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه حتى أدوا الصدقة وقتل الله مسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسي في اليمن وغيرهم في عُمان والبحرين.

لقد تفرغ أبو بكر الصديق خلال فترة خلافته القصيرة للقضاء على هؤلاء المرتدين سواء منهم من أراد الانفصال عن الدولة الإسلامية أو ادعى النبوة رغبة في الحصول على مجد خاص به كالأسود العنسي في اليمن.


(١) عناقًا: المراد به هو الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. انظر: لسان العرب، ٩ / ٤٣٣.
(٢) جزء من حديث في صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، ٢ / ١٣٥ رقمه (١٤٠٠) وانظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ١ / ٥٢ رقمه (٢٠) .

<<  <   >  >>